الفروع الفقهية المبنية على الكرامة الآدمية في المذهب الحنفي وتطبيقاتها المعاصرة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية الشريعة والقانون بالقاهرة

المستخلص

ملخص البحث
 موضوع البحث: الفروع الفقهية المبنية على الكرامة الآدمية  في المذهب الحنفي وتطبيقاتها المعاصرة.
الهدف من البحث: تخريج القضايا الفقهية المعاصرة المبنية على الكرامة الآدمية على الفروع المذكورة في كتب الحنفية في العبادات والمعاملات والأحوال الشخصية والجنايات.
المنهج المتبع: المنهج الاستقرائي التحليلي.
لقد تعامل القرآن الكريم مع الحقيقة الآدمية وهي في عالم الذر، فقال تعالى﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ﴾([1]) وهذا تكريم لبني الإنسان، ثم أكد النص القرآني هذا التكريم بعد ميلاد البشرية، فقال تعالى﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلاً﴾([2])حيث أرست الآية الكريمة أسس الكرامة الآدمية، وكذلك السنة النبوية المطهرة، كما كان لفقهاء المسلمين الذين اشتغلوا باستنباط الأحكام الفرعية من النصوص الشرعية -وعلى الخصوص فقهاء المذهب الحنفي- النصيب الوافر في إعطاء الكرامة الآدمية مكانتها؛ ففقهاء المذهب الحنفي بنوا  بعض الفروع الفقهية على الكرامة الآدمية، وقد اقتضت طبيعة البحث الذي سميته" الفروع الفقهية المبنية على الكرامة الآدمية  في المذهب الحنفي وتطبيقاتها المعاصرة." أن أجمع بعض الفروع الفقهية المبنية على الكرامة الآدمية، وأقوم بتخريج بعض المسائل المعاصرة من خلال مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة.
أما المقدمة: فقد ضمنتها سبب اختياري لموضوع البحث، وأهميته، والدراسات السابقة، وخطة البحث.
وأما التمهيد: فقد جعلته مدخلاً عامًا في التعريف بالكرامة الآدمية والألفاظ ذات الصلة وعلاقتها بالكليات الخمس، والمراد بالتعليل بالكرامة الآدمية، وقد توصلت في بحثي هذا إلى نتائج تتمثل فيما يلي:
ففي العبادات ارتبطت الكرامة الآدمية بطهارة الآدمي بصفة عامة حال حياته، فلم تبح بيع عظمه أو شعره أو جلده، وبعد مماته، دعت لدفنه ومواراته، وحرمت التمثيل بجثمانه، أو العبث بأعضائه، فلم تبح حرقه، ولا إلقائه في اليم، كرامة لآدميته، كما ارتبطت الكرامة الآدمية ببعض المسائل المعاصرة، كمسألة نقل الأعضاء، فلم تبح نقل الأعضاء من الآدمي للآدمي وأجازت نقل أعضاء الحيوان للآدمي، لإحياء مهجته، ومنعت إجهاض الجنين عمدًا للحصول على الخلايا الجذعية كرامة لآدميته، ومنعت تشريح جثمانه بعد موته إلا للضرورة الداعية لذلك.
وفي المعاملات: ارتبطت الكرامة الآدمية بالمعاملات، فمنع فقهاء الحنفية بيع لبن الآدمية تكريماً لأجزائها، كما منعوا الحجر على السفيه، وإن كان مبذراً مفسداً يتلف ماله فيما لا غرض له فيه ولا مصلحة لكرامته الآدمية؛ وكذا الفاسق وكذا المدين، ومنعوا أيضًا وقوع الظهار إذا شبه الزوج زوجته بأمه على وجه التكريم، كما ارتبطت الكرامة الآدمية ببعض المسائل المعاصرة، كمسألة بنوك ألبان الأمهات ورجحت القول القائل بمنع إنشاء البنوك كرامة لآدمية المرأة ، ومسألة استئجار الأرحام ورجحت القول القائل بالمنع كرامة لآدمية المرأة.
        وفي الجنايات: ارتبطت الكرامة الآدمية بالجنايات، حيث ذهب الحنفية إلى جواز قتل المسلم بالكتابي للكرامة الآدمية، والجماعة بالواحد، كما تعرضت لآلية إقامة الحدود في الفقه الحنفي، وقد اعتبرت فيه الكرامة وقت إقامة الحد، فمنع ضرب المحدود عندهم بسوط لا ثمرة له، وأن يكون الضرب متوسطًا وأن يفرق على أعضاء الآدمي، وأن لا يضرب الرأس والوجه والفرج، كرامة لآدميته، كما ارتبطت الكرامة الآدمية بحق المحبوس في طعامه وعلاجه، وحقه في العمل والتكسب، وحقه في وطء زوجته، كما ارتبطت الكرامة الآدمية ببعض المسائل المعاصرة، كمسألة إقامة القصاص بالوسائل الحديثة، ورجحت القول القائل بجواز إقامة الحد بالوسائل الحديثة التي تزهق الروح ولا تؤلم المقتص منه كرامة لآدميته.



([1]) [الأعراف: 172]


([2]) [الإسراء: 70]
Research Summary:
The aim of the research: To show the legal rulings related to human dignity stipulated in some branches of the Hanafi school of worship, transactions, personal status and crimes.
The method used: the inductive analytical method.
The Qur'an was treated decent with the truth Adamic and is in the beginning of life, he says « And [mention] when your Lord took from the children of Adam - from their loins - their descendants and made them testify of themselves, [saying to them], "Am I not your Lord?" They said, "Yes, we have testified." [This] - lest you should say on the Day of Resurrection, "Indeed, we were of this unaware.» This is a tribute to human beings, then The Qur’anic text affirmed this honor after the birth of mankind.He said God " And We have certainly honored the children of Adam and carried them on the land and sea and provided for them of the good things and preferred them over much of what We have created, with [definite] preference"  where he laid the verse founded the dignity Adamic, as well as the Sunnah, as Muslims scholars who have worked to devise provisions of sub-texts Acharaah- In particular, among the jurists of the Hanafi school of thought - the abundant share in giving human dignity its status; The jurists of the Hanafi school justified some of the jurisprudential rulings with human dignity.
First: Introduction: It included the research problem, the reasons for choosing the topic, the importance of the topic, previous studies, and the research plan.
 Second: The preliminary topic: It came with the title: Defining human dignity and its relationship to the five faculties. Third: The first topic: It came with the title: Provisions related to human dignity in worship, in which it dealt with the extent to which human dignity is related to the purity of a person in general during his life, so it is not permissible to sell his bone or His hair or skin, and after his death, she prayed for his burial and his concealment, and she prohibited mutilating his body, or tampering with his organs, so it was not permitted to burn it, nor throw it into the sea, nor grind it and take it as fodder for livestock, out of dignity for its human beings.
Fourth: The second topic: It came under the title: Rulings related to human dignity in transactions, and dealt with the extent to which human dignity is related to transactions. And if he is a spoiler and spoiler, he spoils his money in something that has no purpose or benefit to his human dignity. As well as the immoral as well as the debtor.
Fifth: The third topic: It came under the title: Rulings related to human dignity in felonies, and dealt with it, the extent to which human dignity is linked to felonies. Considering the dignity when the hadd punishment is established, they forbade hitting the limited person with a whip that has no fruit, a moderate beating that separates it on its members except for his head, face and private parts, as a dignity for his human being, and at the end of my research I appended it with results and recommendations and proven with references.

الكلمات الرئيسية